الاثنين، 3 نوفمبر 2014

بحث حول الرحلة العلمية و الهجرة العلمية

المبحث الاول : الفرق بين الرحلة العلمية و الهجرة
الرحلة تكون اكثر ميوعا بالنسبة للهدف و في اوقت فصلية محددة كما ورد في الآية الكريمة "لإيلا فقريش الفهم رحلة الشتاء و الصيف فليعبدو رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع و آمنهم من من خوف " نفهم من الاية ان الرحلة مغذية و مؤمنة و هي الشائعة عند العرب كما ارتبطت الرحلات بتاريخ البلدان
المعروف عند الغرب المسيحي بالوصفيات . اما الهجرة فهي دقيقة الهدف و محددة الغاية و مؤثرة على جميع المجالات الانسانية و الهجرة قوة مبتدعة و احيانا مجددة للزمان و الحيات مثل الهجرة النبوية التي فيها عبر علمية و رمزية و الغاز لم يهتم بها علماء التاريخ الاجتماع [1]


المبحث الثاني : اتجاهتها
المطلب الاول : هجرة الجزائريين الى مصر
منذ الاحتلال استقطبت مصر عدد كبير من المهاجرين الجزائريين الذين كانو يفضلون الاقامة فيها بعد اداء فروضهم كما استقطبت العديد من الطلبة الذين تزايدة اعدادهم منذ الحرب العالمية الاولى ، وكانت الاسكندرية تستقطب اعداد المهاجرين الوافدين اليها من الجزائر و منهم من اقام و تزوج هناك ، اما في القاهرة فكانت تعج بالجزائريين الذين كانو يقيمون بحي الازهر و الذي يعد مركزا إشعاعيا و فكريا فضلا عن قوى رواق المغاربة ، و منذ القدم كانت مصر وجهة اعجاب للجزائريين ، و يعتبرونها كعبة العلم و الحضارة لانهمك كانو يعرفونها اكثر مما كانو يعرفون العراق و سوريا بحكم وقوع مصر في طريق الحج ، ومن رجال السياسة الجزائريين الاوائل الذين هاجروا من بلادهم الى مصر نعرف الباي " حسن بن موسى" باي وهران و الذي حملته الادارة الفرنسية في اوائل 1831 الى الاسكندرية ، اما الداي حسين فقد هاجر الى مصر و حل بالاسكندرية بعد فشل خططه بالرجوع الى الجزائر .
المطلب الثاني : الهجرة نحو تونس
تعود هجرة الجزائريين الى تونس و الاستقرار بها الى عهود ما قبل الاحتلال الفرنسي الى الجزائر ، الا أن عدد هؤلاء ارتفع بعد سنة 1830 , اذ ادى الاحتلال الفرنسي التدريجي للجزائر الى هجرة عدة عائلات جزائرية نحو تونس ، كمنطقة استقرار او عبور  الى البلاد العربية و الاسلامية . مثلما حدث بعد احتلال مدينة عنابة ، حيث اجبر الكثير من الجزائريين على الهجرة نحو مدينة بنزرت . وكانت تتسع حركة الهجرة أمام كل فشل للمقاومة الوطنية ، وهذا اما خوفا من الثأر أو القمع السياسي الفرنسي . وحسب بعض المؤرخين ، فإن الفترة التي تلت نهاية مقاومة الامير عبد القادر سنة 1847 ، تشكل مرحلة هامة من اشتداد موجات الهجرة الى تونس ، وتوجد معطيات هذه الفترة ضمن تقارير القناصل الفرنسيين في تونس , وقد ربطت هذه التقارير بين الاوضاع السياسية في الجزائر و ارتفاع وتيرة الهجرة الجزائرية [2]

زيادة على السياسة الاستعمارية و أثارها المدمرة ، نذكر الدعاية الدينية  التي وقفت ورائها بعض الطرق الدينية، ومنها الطريقة القادرية  و التي كانت تحرض و تشجع الناس على الهجرة و مغادرة الجزائر على أساس ان المسلم لا يمكنه العيش في بلد يحكمه غير المسلمين و كذالك التسهيلات و التشجيعات التي وجدها هؤلاء المهاجرون من قبل السلطات التونسية ، وكان الشرق الجزائري و بسببه قريبا من تونس من اكثر المناطق التي عرفت هجرة اعداد كبيرة من العائلات الجزائرية ، ثم الجنوب الجزائري من مدن مثل ورقلة ووادي سوف ووادي الريق و الاوراس اما من الشمال . فإن منطقة القبائل كانت من أهم المناطق الجزائرية التي هاجر سكانها نحو البلاد العربية عامة و تونس خاصة . و إشتدت هذه الهجرة بعد الاجراءات الفرنسية القاسية التي رافقة ثورة 1871 .
ورغم كل هذه الاجراءات الهادفة بالاساس الى عرقلة موجات الهجرة ، نجدها قد قللت منها دون ان تمنعها، إذ بالمقابل شجعت هجرت خفية أكثر عددا وأكثر بروزا و هذا ما تؤكده الوثائق التونسية  او الفرنسية على حد سواء، ففي مذكرة موجهة الى الامين العام للحكومة التونسية جاء فيها أن عددا كبيرا من الجزائريين يتراوح عددهم بين 3000 و 4000 شخص غالبيتهم لا يملكون وثائق ولا جوازات سفر موجودون في العاصمة تونس ، حيث يقيمون في المقاهي العمومية و الفنادق التي يملكها الجزائريون
و تميز الوجود الجزائري بتونس بعدة خصائص منها تعدد و تعاقب الهجرات ، مما أدى الى تزايد و ارتفاع عدد الجزائريين بالبلاد التونسية ، و الوضعية القانونية و المدنية المختلفة و المتفاوتة إذا قورنت بالوجود الجزائري في بلدان اخرى ، وسرعة الاندماج بفعل عوامل الجوار الجغرافي و العوامل الدينية و العائلية و الثقافية و كذالك دور جامع الزيتونة الدي كان يمثل عامل جذب لعدد كبير من طلبة العلم الجزائريين [3]


المطلب الثالث : الهجرة الجزائرية نحو المغرب الأقصى
رغم حالة التأزم و التوتر التي ميزت العلاقات الجزائرية . المغربية خلال العهد العثماني ، إلا أن هذا الامر لم يحول دون الانتقال العديد من الجزائريين إلى المغرب الاقصى و الاستقرار بها ، إما للدراسة أو ممارسة التجارة . وقد ازدادت وتيرة الهجرة الجزائرية نحو المغرب بغد سقوط مدينة الجزائر سنة 1830 بيد الاحتلال الفرنسي و من المدن المغربية التي اكثر استقطابا لهؤلاء الجزائريين فهي وجدة، فاس ، طنجة تطوان و كذالك الرباط و سلا و كانت غالبية الجزائريين قد قدموا من تلمسان،معسكر،مستغانم، و العاصمة و البليدة ووهران , و كانت أشهر العائلات الجزائرية التي توجهت للمغرب نذكر عائلة المشرفي ، المورالي ، الاعرج،بوطالب . أما من القبائل ، فأشهرها حميان ،اولاد سيدي الشيخ، وبني عامر
وقد حافظ المهاجرون الجزائريون في المغرب على نفس الوظائف الاقتصادية و التجارية التي كانو يمارسونها في الجزائر و في هذا السباق اسسو تجمعات مهنية و على رأس كل تجمع أمين، يتولى مهمة رعاية شؤون الطائفة لدى السلطات المخزنية المغربية ، وتحسين العلاقة بينهم و بين المغاربة وقد مكنهم هذا الامر من الاستفادة من بعض التسهيلات و الامتيازات
و من الامور التي يجدر الاشارة اليها ان الكثير من الجزائريين الذين وصلو المغرب الاقصى لم يكن هدفهم الاستقرار بهذا البلد و إنما كانو قاصدين العبور الى بلاد الشام و كانت الغالبية من هؤلاء تنزل في منطقة الريف المغربي او في شمال المغرب، و الكثير منهم فشل في تحقيق امنيته ، ولهذا منهم من اختار العودة الى الجزائر ، أما من فضل البقاء في المغرب فقد وظف في مصالح القنصلية الفرنسية ، وحوِل عدد منهم الى التعليم او لمصالح الشؤون الاهلية كمترجمين وأمناء و مما عرف على هؤلاء محافظتهم على مظهرهم الخارجي على أساس أنهم فرنسيين[4]


المبحث الثالث : تأثيرات و دور المهاجرين   
لقد ساهم المهاجرون الجزائرييون بشكل بارز في عدة ميادين تخدم القضية العربية و من ابرزهم الشيخ الطاهر بن صالح الجزائري المعروف بالطاهر السمعوني  فقد كان له الفضل العضيم في بعث الثقافة العربية و تكوين جيل من الادباء و المفكرين و السياسيين ضف الى ذالك دوره في حزب الامركزية و انشائه و إشرافه على ادارة عدة مؤسسات مثل المكتبة الظاهرية و يعتبر السمعوني من انبل قادة الحركة العربية التي كانت تعارض الحكم العثماني فكان جزاءه الشنق على يد جمال باشا أما عائلة المبارك التي هاجرت من دلس فقد اقتصر نشاطها على علوم الدين و اللغة فكان منهم اربعة على الاقل من توابع الادباء و اللغويين في ذالك العصر و اللذين اشتهرو ببحوثهم و مؤلفاتهم في المجامع اللغوية ، أيضا كان للطلبة الجزائر بين دور فعال من خلال "لجنة الطلبة الجزائريين" فكانت لهم نشاطات نقابية و أخرى سياسية أما عن دورهم من الناحية الاجتماعية فعلى الرغم من الامكانيات المادية المتواضعة الا انهم استطاعوا حل بعض المشاكل التي التي عانى منها المهاجرون الجزائريون[5]         
  


[1] www.wekipedia.com  Date : 27/10/2014 
1. نادية طرشون ، الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي، المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة اول نوفمبر،الجزائر،ص ص 259,260
 المرجع السابق ، ص 264[3]
 نفس المرجع ، ص ص 269.268[4]

 المرجع السابق ، ص 688[5] 

خطة البحث :


الهجرة الجزائرية من العهد العثماني الى الحقبة الاستعمارية

المبحث الأول: مفهوم الهجرة لغة و اصطلاحا

المبحث الثاني: الهجرة الجزائرية في العهد العثماني و أسبابها

المبحث الثالث: اسباب الهجرة الجزائرية خلال الفترة الاستعمارية و مراحلها



الرحلة العلمية و نماذجها

المبحث الاول : مفهوم الرحلة العلمية

المبحث الثاني :نماذج عن الرحلة في العهد العثماني

                                                                              
الفرق بين الرحلة العلمية و الهجرة و إتجاهاتها و تأثيراتها

المبحث الأول: الفرق بين الرحلة العلمية و الهجرة العلمية

المبحث الثاني: إتجاهاتها

المبحث الثالث: تأثيراتها

هناك تعليق واحد:

  1. من فضلكم عاونوني ببحث هجرة العلماء الجزائرين اثناء العهد العثماني من 1518 الى 1830

    ردحذف